بوتين يقترح سياسة جديدة للأسلحة النووية لروسيا

منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في عام 2022، أنفقت الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات للدفاع عن الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية. ولكن على نحو متزايد، لم تعد الحرب مجرد مسألة دفاع عن حدود أوكرانيا. وبدلاً من ذلك، بدأ الجيش الأوكراني في شن هجمات أكثر ضرراً على الأراضي الروسية، وهم يفعلون ذلك باستخدام الأسلحة والأموال الأمريكية. في مايو 2023، زُعم أن الكرملين تعرض لهجوم بطائرة بدون طيار، ومنذ ذلك الحين، استهدفت أوكرانيا بشكل متزايد المطارات والمصافي والبلدات والمدن الروسية. وفي الشهر الماضي فقط، هاجمت أوكرانيا موسكو في مهمة جوية شاركت فيها 11 طائرة بدون طيار.

وقد حذر بعض المنتقدين من أن الدعم الأميركي لأوكرانيا يعني أن الولايات المتحدة تشن فعلياً حرباً بالوكالة مع روسيا، وبذلك تهدد بجرنا إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد كان هناك الكثير من الجدل الفكري حول ما إذا كان هذا تقييمًا مقنعًا بشكل مخيف أو مجرد مبالغة ميلودرامية، لكن بعض القرارات (والتصريحات) الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تدفع المتفرجين إلى الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بالأول أكثر من الأخير.

مثال على ذلك: في يوم الأربعاء، التقى بوتين بكبار المسؤولين في الكرملين للإعلان عن التعديلات المقترحة على العقيدة العسكرية الروسية، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. إن المبدأ المذكور هو الوثيقة التوجيهية لكيفية ومتى يمكن لروسيا استخدام الأسلحة النووية. إن التغييرات التي يقترحها بوتين ستجعل من الممكن تفسير الدول التي تدعم الجهود الرامية إلى مهاجمة روسيا – وليس فقط الدولة التي تقوم بالهجوم – على أنها أهداف قابلة للحياة للمشاركة العسكرية. وقال بوتين خلال اللقاء: “من المقترح اعتبار العدوان على روسيا من قبل أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية”.

في جوهره، ما سيفعله التحول المقترح هو السماح لروسيا بمعاملة الولايات المتحدة – القوة النووية التي تدعم الجهود العسكرية لدولة غير نووية (أوكرانيا) – وكأنها هاجمت البلاد بشكل مباشر. وتأتي تصريحات بوتين في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغط على الولايات المتحدة للسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الباليستية طويلة المدى الأمريكية والغربية لضرب أهداف داخل روسيا. ستكون أنظمة الأسلحة هذه قادرة على إطلاق ذخائر عنقودية على مدى يصل إلى 190 ميلاً ويمكن أن تسبب أضرارًا أكبر بكثير من الطائرات بدون طيار التي تم استخدامها سابقًا.

وتشير صحيفة التايمز إلى أن تصريحات بوتين تشير إلى أن أي “دعم غربي لهجوم تقليدي على روسيا من جانب أوكرانيا يجب أن يعتبر هجوماً مشتركاً، ويمكن أن يستحق، في ظل ظروف معينة، رداً نووياً”. وفي هذا السياق فإن الرسالة التي يوجهها بوتن إلى الولايات المتحدة من خلال اقتراحه للسياسة العامة تبدو بسيطة للغاية: لا تحاول ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى