أصبح السرطان مشكلة أكبر للشباب


توصلت دراسة جديدة هذا الأسبوع إلى أن حالات السرطان والوفيات بين الشباب زادت بشكل كبير على مستوى العالم بمرور الوقت. تظهر الدراسة أن حالات الإصابة بالسرطان المبلغ عنها لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا قد ارتفعت بين عامي 1990 و2019. ويقول المؤلفون إن العادات الغذائية ونمط الحياة مثل التدخين وتعاطي الكحول من المحتمل أن تكون أكبر عوامل الخطر المسؤولة عن هذا الارتفاع.

أجرى البحث علماء من الصين والمملكة المتحدة والسويد. نظر الفريق في بيانات من دراسة العبء العالمي للمرض (GBD)، وهو مشروع طويل الأمد يحاول تتبع الضرر العالمي الناجم عن العديد من الحالات الصحية والأمراض، بما في ذلك السرطان. وركزوا بشكل خاص على سرطان البداية المبكرة، والذي يُعرف بأنه سرطان يتم تشخيصه بين سن 14 إلى 50 عامًا. وقاموا بمقارنة أحدث بيانات العبء العالمي للأمراض من عام 2019 مع البيانات من عام 1990.

ووجد الباحثون أن معدل الإصابة بالسرطان في بداية ظهوره على مستوى العالم ارتفع بنسبة 79.1% بين عامي 1990 و2019. كما ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن مرض السرطان في بداية ظهوره بنسبة 27.7%. وشوهدت أعلى مستويات الوفاة والعجز في عام 2019 بسبب سرطان الثدي والقصبة الهوائية والقصبات الهوائية والرئة والمعدة وسرطان القولون والمستقيم، في حين شوهدت أسرع الزيادات في حالات سرطان البلعوم الأنفي وسرطان البروستاتا. وكانت النتائج التي توصل إليها الفريق نشرت الثلاثاء في BMJ Global Health.

أشارت أبحاث أخرى إلى أن السرطان أصبح أكثر شيوعًا بين الشباب، لكن المؤلفين يقولون إن محاولتهم هي المحاولة الأولى لقياس هذه الاتجاهات على نطاق عالمي. وفي حين يبدو أن حالات الإصابة بالسرطان في المراحل المبكرة آخذة في الارتفاع في كل مكان، فإن هذه الزيادة كانت واضحة في البلدان التي تعتبر ثرية نسبيا (التي تقيس المستوى المرتفع المتوسط ​​إلى المتوسط ​​على مقياس تطورها، والذي يتضمن عوامل مثل متوسط ​​الدخل). وكانت حالات السرطان المبكرة هذه أكثر شيوعًا أيضًا لدى الأشخاص في الأربعينيات من العمر.

هناك طفرات جينية معروفة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. لكن المؤلفين يقولون إن الكثير من هذه الزيادة يرتبط بأنماط حياة الناس. إن الوصول إلى الرعاية الطبية والخدمات الوقائية مثل الفحص قد يفسر أيضًا بعض الاختلافات الإقليمية بين البلدان.

وكتبوا أن “عوامل الخطر الغذائية (النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء، وانخفاض الفواكه، وارتفاع الصوديوم وانخفاض الحليب، وما إلى ذلك)، واستهلاك الكحول وتعاطي التبغ هي عوامل الخطر الرئيسية الكامنة وراء ظهور السرطان في وقت مبكر”.

والخبر السار هو أن السرطان أصبح أكثر قابلية للبقاء مع مرور الوقت، وخاصة في أماكن مثل الولايات المتحدة. ويواصل العلماء تطوير علاجات جديدة لأشكال السرطان التي كانت تعتبر في السابق غير قابلة للشفاء. ولكن من دون تغييرات واسعة النطاق في كيفية محاولتنا الوقاية من السرطان، فمن المحتمل أن يستمر السرطان في البداية في أن يصبح مشكلة أكثر تكرارا، كما يحذر المؤلفون. تشير توقعاتهم إلى أن العدد العالمي للحوادث وسوف تزيد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسرطان في المراحل المبكرة بنسبة 31% و21% في عام 2030 على التوالي.

وكتبوا: “إن تشجيع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من عبء مرض السرطان في المراحل المبكرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى