يُظهر لقاح السرطان “الجاهز للاستخدام” من شركة موديرنا نتائج واعدة في بيانات التجارب البشرية المبكرة

لا يزال مستقبل علاج السرطان يبدو مشرقًا. خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن باحثون في المملكة المتحدة عن نتائج مشجعة من تجربة مبكرة لاختبار لقاح mRNA ضد السرطانات الصلبة المتقدمة. تم تصميم اللقاح، الذي طورته شركة موديرنا، لمساعدة جهاز المناعة لدى الأشخاص على التعرف على الخلايا السرطانية وقتلها بشكل أفضل.

وفي يوم السبت، قدم باحثون في جامعة كينغز كوليدج في لندن وأماكن أخرى البيانات في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبية. تجربة المرحلة الأولى والثانية هي الأولى التي تختبر اللقاح المرشح – الذي يحمل الاسم الرمزي حاليًا mRNA-4359 – على البشر. ومن المفترض أن يعمل اللقاح على توعية الجهاز المناعي تجاه بروتينين محددين موجودين بشكل شائع في خلايا بعض الأورام بالإضافة إلى الخلايا الأخرى التي تثبط جهاز المناعة، وهما PD-L1 وIDO1. والأمل هو أن تتمكن مناعة الشخص المعاد تدريبها من استهداف السرطان بشكل مباشر بسهولة أكبر.

في حين أن اللقاحات وقائية بشكل عام، حيث تساعد الجسم على التعرف على التهديدات قبل وصولها، فإن لقاحات السرطان، بما في ذلك mRNA-4359، عادة ما تكون علاجية، وتستخدم للمساعدة في علاج السرطان الموجود لدى الأشخاص أو منع تكراره. يتم تخصيص العديد من لقاحات السرطان لنوع معين من السرطان لدى شخص ما، لكن موديرنا تتوقع أن يكون mRNA-4359 لقاحًا “جاهزًا للاستخدام”، وهو لقاح يمكن استخدامه ضد مجموعة واسعة من سرطانات الأورام الصلبة المتقدمة.

تشمل التجربة 19 مريضًا يعانون من سرطان الرئة المتقدم والورم الميلانيني وأورام صلبة أخرى. تهدف تجارب المرحلة الأولى في المقام الأول إلى اختبار سلامة الدواء أو اللقاح، ولكن تهدف هذه التجربة أيضًا إلى العثور على الجرعات المثلى للعلاج. لذلك، تم إعطاء الأشخاص ما بين جرعة واحدة إلى تسع جرعات مختلفة من اللقاح. وفي العرض التقديمي، قدم الباحثون بيانات عن 16 مريضًا تمكنوا من قياس استجاباتهم للقاح.

ووفقا للباحثين، فإن ثمانية من هؤلاء المرضى (50%) لم تظهر عليهم أي علامات على نمو أورامهم، فضلا عن عدم تشكل أورام جديدة. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الاختبارات أن اللقاح يبدو أنه يولد زيادة ملحوظة في الخلايا المناعية التي يمكنها التعرف على PD-L1 وIDO1. ويبدو أيضًا أن اللقاح آمن وجيد التحمل، مع حدوث آثار جانبية شائعة مثل التعب والألم في موقع الحقن والحمى.

قال كايل هولين، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم التطوير العلاجي في شركة Moderna: “لقد شجعتنا نتائج المرحلة الأولى من mRNA-4359، والتي تُظهر قدرته على تحفيز استجابات قوية للخلايا التائية الخاصة بمستضد معين مع الحفاظ على ملف تعريف أمان يمكن التحكم فيه”. والأورام، في بيان قدمته كلية كينغز لندن.

يحذر الباحثون من أن نتائجهم أولية بالطبع، وأن هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لمعرفة ما إذا كان mRNA-4359 يمكن أن يعمل على النحو المأمول. تستمر التجربة في تجنيد المزيد من المرضى المصابين بالسرطان المتقدم في جميع أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا وأستراليا. ولكن هناك العشرات من لقاحات السرطان الأخرى قيد التطوير، وبعضها قريب جدًا من خط النهاية. تقوم موديرنا حاليًا باختبار أحد مرشحيها الآخرين، المصمم لاستهداف الأورام الميلانينية المتقدمة على وجه التحديد، في تجربة المرحلة الثالثة واسعة النطاق، على سبيل المثال. لذا، مع القليل من الحظ، ستصل الموجة الأولى من لقاحات السرطان هذه إلى الجمهور في غضون سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى